في آخر شارع الأهرام وأول شارع إبراهيم اللقاني وقصاد الأمفتيريون القديم الجميل هـ تلاقي ملاهي مهجورة اسمها ملاهي أدهم٬ وجنبها مطعم ما ج يك وللأسف هو كمان شبه مهجور.

المطعم اللي بقى له فوق الـ50 سنة بـ يخدم أهالي الكوربة٬ صعب انه يلفت إنتباهك؛ مكان قديم٬ جرى عليه الزمن٬ شكله مابـ يوحيش بانه ممكن يقدم أكل حلو. لكن في الواقع الزمن نفسه اللي أساء معاملة المكان الملموس هو كمان سر بقائه لغاية دلوقتي. لأن أكله البيتي٬ اللي كله مكونات طبيعية هـ يرجعك ليه تاني وتالت ورابع٬   بغض النظر عن شكله.

المكان نفسه لما جربناه كان فاضي تماماً بإستثناء شخصين كانوا طالبين أيس كريم وبـ ياكلوه في العربية بره المحل. ومن الواضح انه شغال على الطلبات التيك أواي. في الأول كنا فاكرين انه بتاع أيس كريم بس وده لأنه مشهور بيه قوي. لكن هو بـ يقدم كمان كبدة٬ سجق٬ مخ٬ بانيه٬ سوسيس وغيره من السندويتشات السريعة٬ ده بالإضافة للسمك واللحم الضاني. المنيو اللي كان موضح الكلام ده ماتقدمش إلا لما طلبنا٬ وكان عبارة عن ورقة متعدل عليها بالقلم الجاف فيها الأسعار والأصناف.

قررنا نطلب سندويتش كبدة٬ سجق (2 جنيه للواحد) ومخ (3 جنيه)   ورغيف حواوشي (2.5 جنيه). الكبدة كانت مشطشطة وبيتي٬ والسجق كان عليه فلفل قرنقوطي لونه أحمر وجميل وكان طعمه لحم صافي وحلو. الشيء نفسه انطبق على الحواوشي والمخ. العيب الوحيد في السندويتشات كان العيش الفينو الصغير اللي كانت معمولة بيه واللي ما كانش طازة.

الآيس كريم كان حكاية٬ طعم الفاكهه واضح وصابح. وماكانش مسكر بزيادة ولا تقيل ابداً٬ كان خفيف وممتع٬ وبـ يتقدم في طبق بلاستيك. اخدنا بولة موز وفراولة وفستق٬ الموز والفراولة بالذات كانوا فريش بطريقة مش طبيعية. البولة الواحدة بـ2 جنيه وبـ يتباع بالكيلو (32 جنيه) للعايز والكريم شانتيه كمان (30 جنيه للكيلو). وعرفنا ان سر جمال الأيس كريم٬ بالرغم من الإهمال اللي محاوط كل حاجة تانية في المكان٬ انه وصفه قديمة بقالها زمن ولسة ماشيين عليها٬ واللي حاسيناه ان الوصفة القديمة دي هي روح المكان اللي مبقية عليه للنهارده.

الخدمة في المكان كانت شبه منعدمة غالباً عشان المكان مش متعود على زباين يقعدوا ياكلوا جواه٬ لكن لما الويتر جه كان لذيذ٬ مضياف وودود (بس بطريقة زيادة شوية٬ ممكن تضايق بعض الناس).

المكان القديم٬ الخدمة الودودة والأكل الرائع مديين ما ج يك طعمه المميز واللي محافظ على مكانه في قلوب زباينه.